جميع الأفراد المصابين بمتلازمة داون لديهم الكروموسوم 21 زائد. وهناك ثلاث آليات وراثية لتثلث الصبغيات –21. أولهما والأكثر شيوعاً يسمى بعدم الإنفصال الصبغي، حيث يوجد هناك كروموسوم –21 إضافي شامل في جميع الخلايا. ودراسة كروموسوم (نمط نووي) تثلث صبغيات –21 موضح في الشكل (1)
وثانيهما هو متلازمة داون الفسيفسائية، حيث تخلط خلايا تثلث الصبغيات –21 مع خط خلية ثانية، عادة "عادية" (46,xx or 46,xY). والأفراد المصابين بهذا الشكل من متلازمة داون بشكل متكرر معتدلين أكثر في مجيئهم، اعتمادهم على نسبة الخلايا العادية.
وثالثهما هو متلازمة التبدل المكاني، حوالي 3-5% من الإجمالي، حيث ينقل جزء أو كل الكروموسوم –21 إلى كروموسوم آخر، عادة الكروموسوم –14. لا تتفاوت متلازمة التبدل المكاني مع العمر. الأطفال المصابين بمتلازمة التبدل المكاني لا يختلفون عن الأفراد المصابين بالنوع العادي من متلازمة داون. (Paul J Benk, 1995)
تتميز هذه الحالة بوجود كروموسوم إضافي بحيث يصبح لدى الطفل بدل 46 كروموسوم 47 كروموسوما وتمثل تلك الحالة 95% من المقاييس بمتلازمة داون (رمضان القذافي، 1996، ص 25).
والبعض يطلق عليه النوع التقليدي نتيجة لنسبته العالية في هذه الفئة وتكون جميع خلايا الطفل فيها كروموسوم زائد. وهذه موضحة في الشكل 1.
إن متلازمة داون شائعة جداً لدرجة قد يبدو أن هناك مجموعة إضافية أو نقطة ساخنة عندما يولد عدة أطفال مصابين بمتلازمة داون في نفس المنطقة، ولكن هذه مجرد صدفة، وتنوع إحصائي.
حسبما نعلم، ليس هناك علاقة بين متلازمة داون والتغذية والعقاقير والحالة الاقتصادية أو طريقة المعيشة. بعض الأدلة تقترح أنها شائعة أكثر في العائلات التي يوجد فيها واحد أو أكثر من أفرادها الكبار مصاب بمرض الزهايمر.
ينتج عدم الانفصال من انقسام كروموسوم متساوي، عادة في انتاج بويضة الأم. هذه هو شكل متلازمة داون الذي يزداد في الحدوث مع زيادة عمر الأم. ولكن متلازمة داون شائعة جداً، حيث أنها ليست نادرة في الآباء الصغار السن.
وينصح دائماً بإجراء اختبار ماقبل الولادة للزوجين القلقين من حدوث ولادة طفل ثاني مصاب. ولكن إجراءات مثل هذا الإختبار قد لا يصلح على كل شخص، حيث أنها مكلفة وكثير من الآباء قد لا يرغبون المعرفة أو العمل بالمعلومات.
والاختبار موثوق به بنسبة 99 بالمائة في معظم المراكز الوراثية ،و نادراً فقط ما يكون هناك فشل نمو الخلايا أو تلوث بيكتيري أو خميري عند أخذ عينات خلايا الأم (Paul J Benk, 1995).
يظهر فيه الكروموسوم الزائد (47 كروموسوم ) في بعض الخلايا بينما يكون عدد الكروموسومات في الخلايا الأخرى طبيعيا (46 كروموسوما ) خصوصاً إذا وجدت نسبة كبيرة من الخلايا الطبيعية. ويمثل هذا النوع حوالي 2-4% من عدد المصابين وعادة ما تظهر سمات الاضطراب في مثل هذه الحالة بصورة أقل من المعتاد كما يكون مستوى الذكاء أعلى من ذكاء أفراد الذين يعانون من تثليث الصبغية (رمضان القذافي، 1966، ص 27)
يلتصق الكروموزوم 21 بكروموسوم آخر وخاصة الكروموسوم 14 وهو يمثل حوالي 3-4% من الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
كل حالات التبدل المكاني في متلازمة داون تعتبر حالات تبدل مكاني روبرتسونياني، على اسم الدكتور روبرتس، خبير الكروموسومات الاسترالي، الذي هو أول من وصف هذا النوع من التبدل المكاني.
يتشكل تبدل مكاني روبرتسونياني عندما تتصل واحد كروموسوم-21 إلى كروموسوم آخر، ومشكلاً كروموسوماً جديداً. والكروموسوم المستقبل عادة هو كروموسوم-14 ومدمج الكروموسومين يسمى تبدل مكاني أربعة عشر – واحد وعشرين، ويكتب t(14,21) أو t(14q21q). ويشير (q) إلى اليد الطويلة للكروموسوم. وهنا تتصل اليد الطويلة للكروموسوم –21 باليد الطويلة للكروموسوم –14.
التبدل المكاني موضح في الشكل 2.
نتائج متلازمة داون عندما يكون هناك اثنين كروموسوم-21 وواحد كروموسوم-14، وواحد t (14,21 ) لأن هذا الدمج له 3 كروموسوم-21، وواحد تثلث الصبغيات –21 بآلية وراثية مختلفة.
أحياناً، يتشكل تبدل مكاني روبرتسونياني بين 21 وكروموسوم آخر غير 14. هناك تبدل مكاني روبرتسونياني بين 13 و21، 15 و21، 21 و2. (Paul J Benk, 1995)
ومن المهم جدا معرفة ما إذا كان الوليد يعاني من هذه المشكلة لأن ذلك يعني أن أحد والديه حامل لإمكانية الإصابة حيث يكون أحدهما حاملا في خلاياه عددا أقل من الصبغيات خمس وأربعون بدلا من ست وأربعون العدد المتعارف عليه ، وتعود القلة في عدد الصبغيات (الكروموسومات ) إلى التصاق صبغتين من صبغيات خلاياه بدون أن تؤثر على نموه العقلي والجسمي ويطلق عليه في هذه الحالة اسم ( الحامل المتوازن ) ، لكن هذا الحامل المتوازن بما عنده من صفات وراثية ينقل مشكلة الالتصاق الصبغي إلى ذريته ويكون السبب في إصابتهم بمتلازمة داون (د/ سجفريد م. بوشل، ص28)
ففي حوالي واحد إلى أربع من الأفراد المصابين بمتلازمة داون تبدل مكاني، يكون التبدل المكاني وراثي. عندما يحدث في العائلات، فإن الحاملين عادة لا يدرون أنهم لديهم تبدل مكاني لأنه لا توجد مشاكل لدى احد الوالدين الذي يكون حاملا للتبدل المكاني المتوازن.
فقد عندما يولد طفل بمتلازمة داون أو يجهض جنين بمتلازمة داون يكتشف الزوجين أن أحدهما يحمل تبدل مكاني.
الأب حامل التبدل المكان يمكن ينجب طفل عادي كروموسومياً، أو طفل حامل متوازن كالأب، أو طفل مصاب متلازمة داون. بشكل لافت للنظر، فإن فرصة ولادة طفل آخر مصاب بمتلازمة داون تعتمد على أي الأبوين هو الحامل. عندما تكون الأم هي حاملة متوازنة t(14,21) يكون هناك خطر بنسبة 12% لولادة طفل آخر مصاب بمتلازمة داون في أي من حالات الحمل اللاحقة. وعندما يكون الوالد هو حامل التبدل المكاني، ينخفض الخطر الملاحظ إلى 3% لمتلازمة داون. والسبب لهذا الاختلاف في المخاطر ليس واضحاً أبداً. الشكل 3 يوضح نمط نووي لتبدل مكاني متوازن. (Paul J Benk , 1995 )
وفي حالات تبدل مكاني روبرتسونياني جديدة أو متجددة، فإن خطر ولادة الزوجين لطفل ثان مصاب متلازمة داون منخفض، وتقدر بنسبة 2-3%. وهناك حالات نادرة للمعاودة على السجل، ويجب إجراء اختبار ما قبل الولادة في حالات الحمل اللاحقة.
قد يعتقد البعض أن متلازمة داون التبدل المكاني هو سبب معظم الحالات التي تحدث عند الأمهات الصغار ولكن الأدلة توضح عدم صحة هذا الاعتقاد. (Paul J Benk, 1995).
مقياس بياني لمراحل نمو ذوي متلازمة داون
منقول للفائدة - المرجع: http://www.angelfire.com/scifi/alamal/ds_docs/ds_docs003.htm